اتكاة نفسية

رؤية نفسية:24
محمد عمر(إختصاصي نفسي)
الأمراض السايكوسوماتية
قد تجد هذا المصطلح صعب عند سماعه لكن المقطع الأول منه مشتق من كلمة (سايكو – Psycho) وهو أي شيء متعلق بالحالة النفسية للشخص والكلمة الدارجة لاستخدام هذا المصطلح "السيكوماتى".

اما (سيكوسوماتى – Psychosomatic): فهي تعني الأمراض النفس جسمية...

بمعنى أمراض جسدية ذات منشأ نفسي وهي قد تكون بسبب الإنفعال والكبت والحزن الشديد والغضب وكلها انفعالات نفسية قد تسبب أمراض جسدية وفي الأغلب قد لا تظهر في التشخيص السريري عند الطبيب بمعنى قد لا تظهر عند الفحص الطبي ولا تعالج إلا بإزالة الأسباب النفسية لحدوث الاضطراب الجسدي...

تتلخص الأعراض في تغيير حياة الفرد وشخصيته حيث تظهر عليه أعراض من التشوش والإهتزاز النفسي والتي يصبح فيها الشخص مذبذباً وغير مستقر وكذلك الألم المستمر في أحد الأعضاء الجسدية وتغير وظيفته بمعنى عدم القيام بوظيفته بالشكل المطلوب وأيضآ فشل العلاج الجسدي الطويل وعدم فعالية العلاج الدوائي في علاج الإضطراب الذي يعانى منه الشخص وتحول الإضطرابات إلى اضطرابات مزمنة...

يتم التشخيص بأن المرض (نفسي جسمي) عادة بعد فشل التشخيص الطبي والعلاج الدوائي حيث يتم التحويل من الطبيب إلى الإختصاصي النفسي بعد عدم ظهور أسباب جسدية أو عدم نجاح العلاج الدوائي في تخفيف الألم أو إزالته بعد فترة طويلة من استخدامه...

ومن أسباب الأمراض السيكوسوماتية:
الحساسية المفرطة والشعور بالذنب تجاه  أى تصرف يصدر منه أو يصدره الآخرين تجاهه.

وعدم قدرة الفرد على التكيف مع المتغيرات التى تطرأ على حياته وخاصة التغيرات التى توقعه ضحيه للقلق والتوتر وعدم قدرة الفرد على تحقيق احتياجاته الأساسية، وأيضا الخبرات الشعورية السلبية يمر بها الفرد في حياته مثل الفشل أو وفاة شخص قريب إليه...

والصراع النفسي داخل الذات الناشيء من الضغوط التى يتعرض لها الشخص في تفاصيل حياته

والإفتقاد للحب والأمان و مصدر الطمأنينة وإحساسه بالهدوء والراحة، و عدم قدرته على التعامل مع الضغوط.

ومن الأمثلة على الأمراض النفس جسمية الناتجة من الإنفعال والغضب كأمراض القلب والسكري والضغط والأمراض الجلدية (الإكزيما-حب الشباب) وآلام الظهر...

كذلك من الأمراض المنتشرة وهي في الأصل أمراض نفس جسمية تشتمل على قرحة المعدة وآلام المفاصل (الروماتيزم) والقولون العصبي وغيرها...

وتشتمل العلاجات النفسية حسب المعالج النفسي ونوع الحالة وتكون في الأغلب الأعم كالآتي:

السيطرة على القلق والتوتر وذلك بممارسة الرياضة البدنية والإستجمام والمتاحة للفسحة والترويح عن النفس .

أيضا ممارسة رياضة التنفس وتقنية الإسترخاء وتزويد الجسم بالأوكسجين الذي يساعد على التخلص من التوتر والإنشغال بالهوايات المختلفة المحببة إلى النفس كالرسم أو  الموسيقى أو الأعمال الحرفية اليدوية التي كثيرا ما تشغل الفرد أو الكتابة والقراءة

أيضا النشاطات الإجتماعية المختلفة مثل الزيارات للأصدقاء والأهل والذهاب برحلة إلى الأماكن المفتوحة ذات الهواء الطلق...

كذلك الإستعانة بأصحاب التجارب في الإرشاد وتوضيح الأمور المعقدة والتسامح مع الآخرين والخروج إلى الخارج عند الشعور بتوتر وقلق وتكوين صداقات وعلاقات إجتماعية مريحة ومنسجمة مع تطلعات الفرد

والأهم الإبتعاد عن تحميل النفس فيما لاطاقة لها به حيث ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها والإبتعاد عن العزلة والوحدة والإنطواء لأن هذه الأمور تزيد من المشكلة وتعمقها والنوم الكافي حيث لا يقل عن 8 ساعات في اليوم..

خالص تحياتي