القضاء والقدر
.....
الحديث فيهما محظور من السلف مخافة الزيغ والانحراف ..
......
هذا الخوف من الخوض في القضاء والقدر جعلنا حسب فهمي أناس مستسلمين نجد المبررات جاهزة لهزائمنا واخفاقاتتنا وفشلنا فنعلقها في شماعة القضاء والقدر ..
لكن بالنظر لما قاله السلف ومقارنته مع ايات الله المكتوبة وأياته في الافاق وفي أنفسنا أجد فهما أخر للقضاء والقدر يحقق لي قدرا من الطمأنية ويسكت فيني تساؤلات التسيير والتخيير ..
الامر يحتاج الي جهد وعقل جمعي وصولا الي فهم مقبول من حيث العرض علي القرأن والعقل والعلم والمصلحة ..
وفيما يلي محاولتي لفهم
القضاء والقدر
......
القدر هو مجموع القوانين والسنن الحاكمة للكون والعلاقات بين مكوناته ما اكتفشناه منها وما لم نكتشف كقوانين العلوم الانسانية والتطبيقية والدليل قوله تعالى:
(اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَىٰ وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ ۖ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ)
[سورة الرعد 8]
(وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ)
[سورة الحجر 21]
(الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا)
[سورة الفرقان 2]
(وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)
[سورة يس 38]
(وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ)
[سورة يس 39]
(وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ)
[سورة فصلت 10]
(إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)
[سورة القمر 49]
هذا هو القدر سنن وقوانين متي فعلنا أسبابها حصلنا علي النتائج ..
.........
أما القضاء
فهو اختيار بين أمرين في اطار معرفي ومن ثم اصدار حكم .. فالله يقضي والانسان يقضي .. فالرب يقضي بالمعرفة الكاملة والانسان يقضي بمعرفته القليلة ..
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) [سورة اﻹسراء 85]
......
مثال لقضاء الله:
(وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَٰلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَٰؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ)
[سورة الحجر 66]
(وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا)
[سورة اﻹسراء 4]
(وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا)
[سورة اﻹسراء 23]
(مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ ۖ سُبْحَانَهُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)
[سورة مريم 35]
(وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا)
[سورة مريم 71]
........
ومثال لقضاء الانسان:
(قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا ۖ فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا)
[سورة طه 72]
.......
ويكون قضاء الانسان فيما هو مقدر .. فمثلا الموت مقدر وفق قوانين التدافع بين الهدم والبناء والطبيب يقضي بقراره الطبي في تأخير عوامل الهدم
........
أما قضاء الله الذي يأتي وفق كامل المعرفة فهو محل واجب الايمان (الايمان بالقضاء والقدر خيره وشره) فقضاء الله حكمه وقدره قوانينه وسننه الكونية التي لا تتغير الا بتدخل منه كما جعل النار بردا وسلاما علي ابراهيم ..
فقضاء الله تغيب عنا حكمته بسبب الصورة التي يظهر لنا فيها كما في قصص سورة الكهف التي جاءت مؤكدة أن قضاء الله كله خير .. بينما قضاء الانسان يخطئ ويصيب فيه لانه قضاء وفق وما أوتيتم من العلم الا قليلا ..
.........
أسعد باختلاف الأراء
.....
الحديث فيهما محظور من السلف مخافة الزيغ والانحراف ..
......
هذا الخوف من الخوض في القضاء والقدر جعلنا حسب فهمي أناس مستسلمين نجد المبررات جاهزة لهزائمنا واخفاقاتتنا وفشلنا فنعلقها في شماعة القضاء والقدر ..
لكن بالنظر لما قاله السلف ومقارنته مع ايات الله المكتوبة وأياته في الافاق وفي أنفسنا أجد فهما أخر للقضاء والقدر يحقق لي قدرا من الطمأنية ويسكت فيني تساؤلات التسيير والتخيير ..
الامر يحتاج الي جهد وعقل جمعي وصولا الي فهم مقبول من حيث العرض علي القرأن والعقل والعلم والمصلحة ..
وفيما يلي محاولتي لفهم
القضاء والقدر
......
القدر هو مجموع القوانين والسنن الحاكمة للكون والعلاقات بين مكوناته ما اكتفشناه منها وما لم نكتشف كقوانين العلوم الانسانية والتطبيقية والدليل قوله تعالى:
(اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَىٰ وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ ۖ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ)
[سورة الرعد 8]
(وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ)
[سورة الحجر 21]
(الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا)
[سورة الفرقان 2]
(وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)
[سورة يس 38]
(وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ)
[سورة يس 39]
(وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ)
[سورة فصلت 10]
(إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)
[سورة القمر 49]
هذا هو القدر سنن وقوانين متي فعلنا أسبابها حصلنا علي النتائج ..
.........
أما القضاء
فهو اختيار بين أمرين في اطار معرفي ومن ثم اصدار حكم .. فالله يقضي والانسان يقضي .. فالرب يقضي بالمعرفة الكاملة والانسان يقضي بمعرفته القليلة ..
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) [سورة اﻹسراء 85]
......
مثال لقضاء الله:
(وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَٰلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَٰؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ)
[سورة الحجر 66]
(وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا)
[سورة اﻹسراء 4]
(وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا)
[سورة اﻹسراء 23]
(مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ ۖ سُبْحَانَهُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)
[سورة مريم 35]
(وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا)
[سورة مريم 71]
........
ومثال لقضاء الانسان:
(قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا ۖ فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا)
[سورة طه 72]
.......
ويكون قضاء الانسان فيما هو مقدر .. فمثلا الموت مقدر وفق قوانين التدافع بين الهدم والبناء والطبيب يقضي بقراره الطبي في تأخير عوامل الهدم
........
أما قضاء الله الذي يأتي وفق كامل المعرفة فهو محل واجب الايمان (الايمان بالقضاء والقدر خيره وشره) فقضاء الله حكمه وقدره قوانينه وسننه الكونية التي لا تتغير الا بتدخل منه كما جعل النار بردا وسلاما علي ابراهيم ..
فقضاء الله تغيب عنا حكمته بسبب الصورة التي يظهر لنا فيها كما في قصص سورة الكهف التي جاءت مؤكدة أن قضاء الله كله خير .. بينما قضاء الانسان يخطئ ويصيب فيه لانه قضاء وفق وما أوتيتم من العلم الا قليلا ..
.........
أسعد باختلاف الأراء
No comments:
Post a Comment